هِيَّ..
مُغَيَبَةٌ بِوَعْيِهَا!
تَتْرُكُ أَنَّاهَا لَهُ؛ فَيُفَتِتُهَا أَشْلاَءَاً وَكَأنَهُ يَتَقَرْبَنُ لِرُوحِ إبْليِس بِهَا!!
وَيُريدُ إِبْليسُ المَزِيْدْ..
فَيَعِظُهَا أَكْثَرْ.. وَيَعِظُهَا!
هِىَّ ..
كَانَتْ جَمِيلَةً؛ وَمَازالَتْ؛
بَيْدَ أَنْ مَوْطِنَ الجَمَالُ فِيهَا إخْتَلِفْ!
كَانَتْ قَبْلَ مَوْعِظَتِهْ تَبْذُرُ الجَمَالَ فِى قَوَاحِلِ الأَشْيَاءْ!
وَبَعْدَ المَوْعِظَةْ؛
طَرَحْ فِيْهَا الحُزْنُ الجَمَالَ يَانِعَآ!
وَهُوَّ ..
لاَ تَبْغَتُ قَلْبَهُ شَفَقَةْ!
فَيَجْنِيّ كُل الثِمَارِ "جَانِيَآ"، وَيَزْهُوْ؛
يَزْهُوْ.. وَهُوَّ الشَيْطَانُ يَعِظُهَا!
هِىَّ ..
كَانَتْ أَقْوَى مِنْ أَنْ تُخْذَلْ،
وَأَجْمَلُ مِنْ أَنْ تَخْذِلْ!
وَذَاتَ كَرْبْ..
خَارَتْ قُوَاَهَا؛ فَسَقَطَتْ فَجْأة بَيْنَ يَدَيّ ذَاكَ "الوَاَعِظْ"!
غَشَاهَا الضَعْفُ..
فَلَمْ تَرَّ الوَجْهَ الحَقِيْقِيَ لَهُ..
وَرُبَمَا صَمَّهَا؛
فلم تَسْتَمِعْ إِلَى دَوِيِّ سُقُوطِهَا!
هُوَّ ..
لَمْ يُرْضِيَهُ إِفْتِرَاسَ نَفْسِهْ كَثْيرَا!
فَرَآهَا الفَرِيسَةُ.. فَتَوَحَشْ!
تَقَلَدَ رِدَاءَ الطُهْرِ، وَتَقَنَعْ..
وَزَادَهُ التَصْدِيْقُ إيمَانَاً بِقَضِيتِهْ،
وَزَادَتَهُ الثِقَةُ إِسْتِنْفَازَاً لِطَاقَتِهِ الوَحْشِيّةْ، وَإِعْتِزَازَاً بِهَا..
وَهِىَّ..
مَا زَالَتْ فِي النَوَاظِرِ.. مُغَيَبَةٌ.. بَلْهَاءْ..
مَا زَالَتْ تَفْقِدُهَا شَيْئَاً فَشَيْئَا!
وَتَحْسَبُ "عَامِدَّةَ" أنْ مَا يَنْقِصُ مِنْهَا كَمَالاً!
تُسْلَبُ بَريقَهَا،
وتَزْدَادُ مَوْتَاُ بإزْدِيَادِ بَرَاعَتِهِ وَهُوَّ الشَيْطَانُ يَعِظُهَا!
هِىَّ ..
كَانَتْ تُشَيّمُ بِالْذَكَاءْ!
كَانَتْ أَدْهَى مِنْ أَنْ تُخْدَعْ!
لَمْ تَفْقِدُ ذِكَاءَهَا،
كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَهُ يَخْدَعُهَا،
وَلَكِنَهَا كَانَتْ تُعَاقِبُ نَفْسِهَا بِتَرْكِهَا تَسْتَمِعُ لَهُ،
وتَتَكَّوّنُ بِمَوَاعِظِهِ وَهُوَّ الشَيْطَانُ يَعِظُهَا!
هُوَّ..
رَآَهَا فَقَدَتُهَا كُلِيَاً،
فَأَشْفَقَ فَجْأَةً بِلَحْظَةٍ مَلائِكيّةٍ؛
رُبَمَا أَضافَهَا مِنْهَا خِلْسَةً لِشيْطَنَتِهْ!
وَتَرَكْ لَهَا مَشْكورَاً روحَاَ مُبْهَمَةً،
وَذِكْرَياتٍ مُرْهِقَةْ،
وَحَيَاةً مَيِّتَة،
وبَعْضَ المَوَاعِظْ!!
هِيَّ..
رَحَلَتْ..
أَوْ رُحِلَّتْ..
لا أَعْلَمُ أَيْنُهَا!
لَكِنَهَا عَلَى الأَرْجَحْ..
مَـــــــــاتَتْ "مُتَعِظَةْ"!
وهُوَّ..
إسْتَكْفَىَ ذَاكَ الحينْ تَلَذّذَاً بِنَشوَةِ الإِنتِصَارْ..
فَخَلَعَ قِنَاعَهُ البَالِ المُتَعَرِقْ!
ثُمَ صَوَّبَ عِيْنَيهِ الحَقِيقِيَتَيْنِ نَحوُ جُثَتِهَا،
وَرَمَقَهَا بِنَظْرَةٍ أخيرَةْ..
نَظْرَةٌ فَاتِرَةٌ، خالِيَةٌ مِنْ فَرحٍ أوْ حُزْنْ!
وَتَرَكْهَا تَلْفَظُ آخِرَ جَمَالاً فِي رَوْحِهَا؛ بِنَفْسِ الإيقَاعِ البَطيءْ!
وذَهَبَ سَاهِمَاً، وَاجِفاً.. لِيَعِظُ غَيْرِهَا!!
= = = = = = = = =
تُتْبَعْ..
بَلْ..
تِلْكَ هِيَّ النِهَايَّةْ!!
◘ ◘ ◘ ◘ ◘
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق