2011-10-18

وعلى الشعب أن يختار !!


b_200_200_16777215_0___images_stories___b.jpeg

(وعلى الشعب أن يختار.. بين الفوضى والإستقرار )

تذكرت هذه العبارة وترددت في ذهني مؤخراً..
تلكـ التي قرأها علينا ذلكـ الرجُلـ مِراراً قبلـ أن يرحلـ..
وبِلا تردد، وبلا استسلامـ تمسكنا بإختيار رحيله؛ ففيه إستقرارنا، وفي إنقشاع ظلمه عنّا راحتنا..
هتفنا، وقاتلنا معاً بكلـ طوائفنا تحت راية الوطن..
وبقوة تجمعنا إنتصرنا..
ورحلـ..
رحلـ بعد أن قسى وتَجَبرَ،
وأذى وتكَبر..
واتُهِم فأنكر !!
رحلـ بعد أن علمنا كيفـ يكون القهر..
و كيفـ يُمكن أن يتحولـ الصبر لذلـ وضعفـ..
رَحَلـْ بعد أن جعلنا نتجرع المرارة لأقصى حد..
لا سيما أيضاً من صنابير المياه في بيوتنا.. إن كُنا من المحظوظين في عهده ببيت !!
رحلـ بعد أن إجتث من قلوب الأطفالـ نبضة الإنتماء.. تلكـ التي كان يجب أن يهتز بها كلـ كيانهمـ حين تزدان مسامعهمـ باسمـ مصر في طابور الصباح..
رَحَلـْ بعدَما مزقـ فينا الوطن؛ ومزقنا فيه.. وغربنا عنهُ ونحن في قلبه..
فآثر معظمنا الرحيلـ والهجرة، وتمنى من لمـ يرحلـ منّا اللحاقـ بهؤلاء الراحلين..
رحلـ..
ولن تكفي مقالتي لسرد ما فعله قبلـ رحيله..
كلـ ما يهمـ الآن أنه رحلـ
ولكن..
ماذا بعد أن رحلـ؟!
لمـ أكن أتخيلـ أبداً أن أتمزقـ بكلـ حرفـٍ من حروفـ ذلكـ السؤالـ وأنا أسأله لنفسي..
بعد أن كانت فرحتي بثورتنا هي أكبر فرحة إختبرها قلبي على الإطلاقـ،
وجعلتني أستعد للمعجزة..
للمس وطــــني على أرض الواقع، بعد أن كان مجرد صورة قديمة في خيالي كالأساطير والقصص الخرافية..
ولكن.. لمـ ألمس شيئاً حتى الآن سوى...
سوى الفوضى!!
وكلـ ما قتلني هو تذكري لعبارته هذه..
فلمـ تزل تتردد في ذهني ويقشعر كلـ بدني، وأستعيذ بالله من الشيطان وأنا أتخيلـ مدى فرحته وفرحة أعوانه بتحققـ كلـ هذه التهديدات التي كانت تحملها هذه العبارة..
فها قد تفرق الجمع بدداً، لتسود الفوضى وتتكسر ضلوع الوطن جميعها وهي تُعصَر في قبضة الفتنة..
لمـ يؤلمني إستغلالـ إسرائيلـ للموقفـ وإبدائها الرأي والرغبة في التدخلـ وحماية أقباط مصر مثلما آلمني أن أرى نظرية (رئيس العصابة) هذا تتحقق هذه الأيامـ !!
هلـ حقاً كلـ ما واجهناه في عهده، كان هو الإستقرار؟
وثورتنا ضد الظلمـ والمعاناة، وقتالنا لإستعادة مصرنا من أيادي سارقيها..
كانت، وآلت إلى فوضى؟
ليس هذا مقالاً سياسياً، فلمـ أهتمـ أبداً بكتابة مثلـ هذا النوع من المقالات..
ولكنه خطاب موجه إلى الشعب المصري بكلـ فئاته..
نداء إلى كلـ مسلمـ وقبطي أن يستعرض أحداث الثورة وقبلـ الثورة، وما خسرناه حتى وصلنا إليها.. وما أملناه بعدها..
وأن يجيبني على أسئلتي، وأن يساعدني في فهمـ كلـ ما يحدث..
هلـ بعد كلـ هذا.. تقبلـ أن تنهار الثورة، ويذهب دمـ شُهدائها سدى؟ 
وأن نتفرق نحنُ لتسُد الأيادي الجائرة مرة أخرى، وهذا هو ما أراده كلـ من حرض على الفتنة؟
هلـ حين إخترنا حرية وطننا.. إخترنا سقوطه وضياعه؟
على كلـ فرد منّا أن يجيب على هذه الأسئلة.. 
وعلى الشعب أن يختار.. بين الفوضى، والإستقرار !!

http://www.taxina-news.com/2011-04-04-22-13-03/2011-08-30-02-37-13/13492-2011-10-16-00-12-49.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق