2010-07-06

لحظات نادرة ميزت يومي (أنا والنجمة.. وأخي)..

لم يميز ذلك اليوم شئ..
لا جديد فيه..
يشبه ما قبله.. وسيشبه ما بعده..
هذه هي حياتي التي اعتدت أن أعيشها..
لم أرغب في غيرها؛ ولم اتطلع لسواها...
إلا في لحظات مسروقة من أحلام جميلة.. أصبحت هي الأخرى في خبر كان!!
وأصبحت أنا لا أريد أن أفعل شيء في تلك الحياة سوى إنتظاري لنهايتها..
كالعادة.. كنت شاردة، حزينة، غائبة بعقلي عن كل ما ومن حولي..
إنتهيت من نشر الملابس،، وهممت بأن أغلق نافذة الشرفة
فجأة.. لمحتها.. فاستوقفتني.. ونظرت إليها مندهشة
يا الله.. منذ متى لم أرى واحدة؟!
مر وقت طويل جدااا..
يا لجمال هذه النجمة!.. سبحان من ابدعها..

أخذني التامل في حالها.. فذكرتني بحالي..
وجدتها مثلي وحيدة.. فكانت تتوسط السماء بمفردها...لا نجوم أخرى.. لا قمر.. ولا كواكب
كانت السماء الصافية.. وهي .. فقط
مثلي هي.. تقف صديقة لوحدتها.. وترى في عزلتها كل الكون من حولها
حتما لها طريقتها الخاصة أيضا في النظر لهذا العالم العجيب..
ثم تغير تفكيري فجأة.. لأدرك كم نختلف أنا وهي
أيقنت الفرق الجوهري بيني وبينها..
ياربي كيف ظلمتها؟! هي لا تشبهني مطلقا..
إنها تقف لتضيء كل هذا الكون بنورها،، وتتألق بسحرها فتضفي على الكون جمالا..
أما أنا.. فانطفأ نوري وانطفأت كل الأنوار من حولي..
يكفي صفاء سمائها وطهرها.. وكدر أرضي بشتى أنواع الحزن والظلم!!

أخذت الأفكار تتزاحم في عقلي..
وتذكرت من أفتقدهم فانتفض قلبي من ألم الفقد والحنين القاتل..
وصل حزني لذروته.. جرت الدموع في عينيّ.. وعاودتني شيخوختي التي دائما ما تداهمني في مثل هذه الأوقات..
وفي غمرة هذه اللحظات القاسية..
فاجأني أخي الصغير بشغبه وجلبته وهو يدخل مندفعا الى الشرفة..
فوجهت إليه اللوم على رجفتي..
وعدت الى تأملاتي..

مرت دقائق..
والتفتّ عفوا.. فوجدت أخي لم يرحل!.
كان واقفا في مكانه.. ناظرا اليّ في هدوء.. وعيناه البريئتان تسألاني في حيرة..
بماذا تفكرين لتكوني دائما حزينة هكذا؟!..
إبتسمت له.. ومددت له يدي ليقترب..
وضعته أمامي وحاوطته بذراعي.. ووجهت وجهه بيدي نحو النجمة..
فصاح بسعادة بالغة:
- اللــــه!!
أضحكني صوته البرئ.. وسألته:
- من إمتى مشفتش نجمة؟
فجاء رده مسرعا:
- يااااااااه من زمااااااااااااااااان..
ضحكت مرة أخرى..
ساد الصمت لدقائق.. ثم قطعه هو بكلماته البريئة:
- ايه ده؟ دي لوحدها يا منى، نازل ادور على نجمة تاني في السما كلها مش لاقي..
ضحكت طوييييييلا وضممته إليّ اكثر.. وانا اتعجب من تفكيره المشابه..
- اه يا محمود لوحدها..
سكت قليلا.. ثم هتف قائلاَ..
- ع فكرة ممكن يكون في حواليها نجوم كتييير بس احنا مش شايفينهم..
- اكييييييييييييد،، صح كلامك..
- وممكن يكون في كمان حواليها اجسام بقى فضائية ونيازك والحاجات التانية دي، مش فاكر اسمها..
- هههههههه قصدك شهب؟؟
- لأ، مش شهب لأ..
- امممم،، مذنبات؟؟
- اااااااايوة صح مذنبات..
ضحكت مرة أخرى..
وعاااد الصمت..
فجأة وجدته يهرب من حضني ويلتف إليّ قائلا:
- منى.. تعرفي مذنب هالي؟؟
- اه فاكرة اسمه تقريبا خدناه زمااان.. بس مش فاكرة حاجة عنه..
- عارفة؟ مذنب هالي ده بيظهر في السما كل 76 سنة مرة..
- ياااااه بجد؟ كل ده؟
- اااااه كل ده
- ها، وايه كمان؟
- ده بقى لما بييجي الناس كلهم بينزلو يتفرجو ويخربو الدُنيا ويحتفلو بقى ويغنو و ...........

أدخلته من النافذة وهو مستمر في الكلام،، وأكملت بدوري ضاحكة وأنا أغلقها..
- اااه ويرقصو ويهيصو ههههههههه
- اه والله بجد..
- مصدقاك.. ياحبيبي..

تحولت ضحكاتي وكلماته إلى إبتسامة حانية متبادلة بيننا..
شعرت لأخي الصغير المشاكس بالامتنان لأنه أنقذني من نفسي وآنسني بوجوده معي ولو للحظات قليلة..
ضممته.. طبعت قبلة على جبينه وربتّ على كتفيه، وتركته ليكمل لعبه ويتابع المباريات التي يحبها..

ومضيت أنا.. مبتسمة.. والدموع تترقرق في عينيّ..
أحمل في قلبي مشاعر عجيبة متناقضة..
توضأت.. ثم ذهبت للصلاة.. وناجيت ربي اسأله صلاح حالي وذهاب همي وكل من أحب..
ثم إحتضنت عروستي الصغيرة..
وذهبت معها إلى فراشي لأبدأ توسلاتي اليومية للنوم بأن يزور عينايّ ويريح عقلي ولو قليلاً..
وحمدت الله لأني وجدت في نهاية هذا اليوم على غير العادة.. شيء ميّزه!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق